- هذا الموضوع فارغ.
- الكاتبالمشاركات
- ديسمبر 10, 2021 الساعة 2:27 م #16768admin adminمدير عام
يوم اتجه ممثّلو الأمة إلى مدينة الطائف للإتفاق على تعديلات دستورية لم يعلم أي منهم أن تطبيق هذا الإتفاق سيبدأ بعد ثلاثة وعشرون عاماً ، ويوم تبدأ محاولة التطبيق الصحيح لن يتقبّل بعض النواب هذا الأمر معتقداً أن إتفاق الطائف هو إتفاق بين الغالب والمغلوب فما من داعٍ حتى الساعة للتنازل عن مكتسبات لا يوجد ما يبرّر التنازل عنها !
ولما كانت ذهنية وضع الدساتير في الأنظمة التوافقية تقوم على إقرار المشرّع الدستوري معايير توافقية للحكم ، يضعها المشرّع نصب عينيه ويعمل بِوَحيها ، ومن أهم هذه المعايير التي أقرّت في التعديلات الدستورية لعام 1990 ” المناصفة ” التي لا يشعر أحد من خلالها أنه مهمش ، والمناصفة هي المناصفة الفعلية وليست المُثالثة أو المُرابعة . وقد انقضت عشرات السنوات منذ انعقاد مؤتمر الطائف للوفاق الوطني وإقرار التعديلات الدستورية في 21/9/1990 ولم تتحقق المناصفة بعد . وبدلاً من العودة إلى أهم القواعد التي بُني عليها إتفاق الطائف ظل التهميش قائماً والنكول بأهم مبادىء الطائف مستمراً …
اليوم يتعاطى البعض مع هذا الدستور وما تمّ الإتفاق عليه في الطائف وكأنه لا يعلم مضمون ” المناصفة ” أو يفسّرها كما يحلو له ، دون التسليم بالمضمون الفعلي لهذه المناصفة والعمل بموجبها .
اليوم عارض البعض إقتراح اللقاء الأرثوذكسي ونحن نؤيد ونحترم وجهـة نظره ، لكن البديل لا يمكن أن يكون قانون لا يحقق المناصفة ، وإذا كان يُخشى من الآلية المعتمدة في اقتراح اللقاء الأرثوذكسي فهناك عشرات الإقتراحات التي تؤمن المناصفة ، لِما لا يتمّ التوافق على أي منها ؟
أما ما صدر عن الأحزاب المسيحية في هذا الصدد وتحت شعار التمثيل الصحيح الذي يشكّل قضية محقة لللبنانيين وتحديداً للمسيحيين ، وعلى سبيل المثال لا الحصر طرحت القوات اللبنانية قبل لقاء المسيحيين في بكركي الدوائر الصغرى ثم النسبية ثم إقتراح 61 دائرة وبعد أسبوع إقتراح 50 دائرة ثم اللقاء الأرثوذكسي (الذي يحقق المناصفة من دون حصول تحالفات وطنية قبل الإنتخابات) وهو يصب في مصلحة 8 آذار وحالياً يوجد إقتراح في جيب النائب عدوان ! فيما طرح التيار العوني قانون الدوحة كقانون يحقـق ” الشراكة ” وهو فعلياً يحقق المرابعة ثم النسبية التي تحقق فعلياً المثالثة ثم إقتراح اللقاء الأرثوذكسي ، فيما طرح الكتائب 50 دائرة أولاً ثم تبنّى إقتراح اللقاء الأرثوذكسي ثم دوائر على أساس النظام الأكثري بنسبة 70 ٪ من المقاعد و 30 دائرة على أساس النظام النسبي ! وحدهم الكتلة الوطنية والأحرار طرحوا بصورة ثابتة ومستمرة الدائرة الفردية على دورتين وهذا المشروع يحقق فعلاً المناصفة ، وفي المقابل طرح حزب الله النسبية التي تؤمن له الفوز في الإنتخابات ، ثم اللقاء الأرثوذكسي الذي يؤمن له الفوز أيضاً ، وهذه هي الخلفية الحقيقية لصحة التمثيل في مفهوم حزب الله ! فيما حركة أمل طرحت المحافظة كدائرة إنتخابية في العام 2004 ثم الدائرة الواحدة لكل لبنان مؤخراً ، ثم وافقت على اقتراح اللقاء الأرثوذكسي !
هذا كله صورة عن التخبّط الحزبي بسبب الإنطلاق لمعالجة هذا الخلل على قاعدة الربح والخسارة ، بدلاً من تحقيق الغاية التي أرادها صراحةً المشرّع الدستوري .
أما ما يصدر حالياً عن (اللجنة النيابية الفرعية) من مشاريع متعددة التي تشبه إلى حد بعيد مقترحات ” أبو ملحم “ للتوفيق بين الأطراف السياسية على قاعدة أن الجميع ملزم تذوق ” السمك مع اللبن ” حيث تمّ اقتراح نظام مبندق من خلال إقرار آلية الإنتخاب على أساس النظامين النسبي والأكثري معاً ، وهذا ليس بالمطلوب ، بل المطلوب المناصفة التي تَتَحقّق مع الدوائر الفردية بعد التأهيل على دورتين أو مع الدوائر الصغرى (بالحد الأدنى 47 دائرة) على قاعدة “One person one vote ” ، أو في أي تقسيمات أخرى يزيد عدد الدوائر فيها عن 47 دائرة . فِلما المواربة وطمر الرؤوس في الرمال ؟
إنه زمن الحقيقة ، حقيقة إتفاق الطائف ، والبعد الأساسي لوجود لبنان الدولة فهلا صَدَقتم وعَدَّلتم ولو مرة ؟ وإذا فعلتم عندها نقول أن زمن تطبيق إتفاق الطائف قد حلّ .
- الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.