- هذا الموضوع فارغ.
- الكاتبالمشاركات
- أبريل 18, 2022 الساعة 2:51 م #17202admin adminمدير عام
فريد شهاب
نقفة زمنية في مساحة واسعة من الفوضى، فإدخال الخطة الخمسية يؤدي إلى عملية إصلاحية (سياق إصلاحي) تتجاوز حتماً المبادرات الخمس المذكورة (التي وصفناها) في القسم الرابع. لم يفت الاوان بعد فقائمة المشاريع الموحّدة تتضمن إدخال التكنولوجيا الرقمية الهائلة والتي طال انتظارها في إدارة الدولة.
تنشر هذه الإدارة فوائد تكنولوجيا المعلومات على كل المستويات فتضمن إدارة أكثر كفاءة، فتجذب إذاً المستثمرين المستقبليين. نظام ضريبي أكثر كفاءة ومضبوط بشكل أفضل وتوزيع أكثر عدلا وأكثرسرعة لمداخيل الدولة في المناطق لتسريع نموها. تنتج عن ذلك حلقة حميدة تحول المناطق وتشجع الاستثمارات الجديدة وتحفز النمو التنافسي في ما بينهما.
الخطة الكهرومائية نفسها تصبح مروّجة للمناطق التي كان يتعذر للاقتصاد أن يبلغها في السابق. يمكن لهذه المناطق أن تفتح أبوابها للسياحة، للتنمية العقارية الدائمة أو الموسمية، للصناعات المتخصصة (التكنولوجية والطبية والزراعية والمستحضرات التجميلية).
خطة السكك الحديدية، كما سبق ورأينا، تسهم في إعادة التموضع السكاني، منشئة هنا أيضاً حلقة حميدة من النمو بدءاً بمناطق متنافسة اقتصادياً وموفرة فرصاً إستثمارية جديدة.أذكر على سبيل المثال مناطق عكار والهرمل وحرمون التي تتمتع بمساحات هائلة (تنقصنا بشدة في مناطق أخرى) وبإمكانات طبيعية وسياحة وزراعة واعدة للغاية.
إن تطوير التكنولوجيا المتقدمة يشجع (الاختراع) الإبداع. دولة إسرائيل تودع آلاف البراءات سنوياً. ونحن لدينا نفس القدرة على ذلك، بمفردنا أو بالشراكة مع شركات غربية بل وأفضل من ذلك، آسيوية لأن بلوغها أسهل كونها تبحث عن فرص في الشرق الأوسط.
إن صناعة الإبداع تنمو ويزداد تصديرها أكثر فأكثر. يصبح لبنان بلداً إبداعياً بامتياز، راسماً (محفضاً) سياحة دولية وثقافية وفنية جديدة.
إن تنمية مناطق جديدة يعزز السياحة الطبية والتجميلية. يواصل جبل لبنان مساهمته الكريمة في هذا المجال.
إن بناء الدولة الحديثة على قدم وساق. تجمع “الميم” المبادرات وتكمل دور الدولة من خلال دورها الريادي، الباحث عن فرص اقتصادية جديدة والمروج لمبادرات جديدة.
تؤدي الرفاهية الاقتصادية إلى استرخاء (إراحة) النفوس العقل وإلى ولادة (تعزيز) ثقة المواطن بالنظام. (بالنهج الجديد). يمكن ل”الميم” إذاً أن تقارب مشكلة (مسألة) التعليم بشمولية أكثر وبشكل تام.
وأبعد من (أعلى من) التعليم التكنولوجي المذكور آنفاً، تناضل ال”ميم” في الوقت المناسب لإصلاح التعليم بشكل عام. إن التباينات في نظام التعليم الحالي جسيمة وفاضحة. بعض المدارس والجامعات تعطي شهادات وفق الانتماء السياسي أو الديني أو في مقابل الحصول على منافع مادية (مالية). ولما كانت نوعية التعليم بهذا التباين فإن مدارس اليوم تشكل بوتقة من التبيانات المستقبلية.
دائماً في سياق تعزيز الضمير الوطني، تشيد “الميم” بالخطة العامة (الكبرى) لإصلاح التعليم وتدرّب عليها (وتلقنها).
– توفير التعليم للجميع. يتغذى الجميع من تاريخ واحد. يعي الجميع سبب اختلافنا. يتهيأ الجميع لقبول ما يفصل بيننا ليقدّر بشكل أفضل ما يوحدنا. للحفاظ على تعدديتنا وللاستفادة القصوى من العيش المشترك.
– توفير مستوى التعليم نفسه للجميع. مستوى تعليمي عال. يقوده أفضل المعلمين. يغذيه ذكاء أبنائه أنفسهم. موفراً للجسم التعليمي العناية الامتيازية التي يستحق.
– توفير التربية المدنية للجميع وذلك منذ سن مبكرة. من أجل احترام القانون، من أجل احترام الآخر، والمجال العام (الدائرة العامة)، الطرقات (الرصيف)، الأشجار، النظافة، السير، الصفوف (الطوابير)، الطيور، واحترام الذات.
– توفير الدراسة الجامعية المجانية للجميع. يجب أن يكون التعليم العالي متاحاً لجميع. من دون محاسبة الأوصياء السابقين على التعليم. وإلا، فلن تتحقق الحرية والمساواة أبداً بين أبناء وطننا.
إن تثقيف جيل كامل يتطلب فترة زمنية من اثني عشر عاماً كحد أدنى. إذا نجحت بإضفاء الثقة بقوة، تطلق المجموعة المؤثرة المدنية واللا سياسية “ميم” بدءاً من العام 2018 ، خطة التعليم للجميع، ويصوت عليها جميع الأحزاب، وتقرها جميع الطوائف، فيعرف لبنان العام 2030 للمرة الأولى في وجوده، جيلاً جديداً من الجامعيين الشباب، من جميع الديانات وجميع المناطق، يوحدهم التعليم الأكاديمي والمدني نفسه، مجبولين بالتاريخ نفسه، يحركهم المستقبل نفسه ومستعدين لقبول القفزة النوعية (الكبيرة – الانتقال الكبير) إلى حوار جديد بين الطوائف. يكون لبنان قد دخل في السنة السابعة والثمانين من وجوده، في غضون عشرين عاماً تماماً.
لا يمكننا فرض مسيرة الحداثة، ولا يمكننا فرض عملية التغيير، فالتغيير يحدث في النفوس، وفي التعليم وفي العادات (التقاليد). والأخلاق. التغيير هو ثمرة نوعية حياتنا، إذاً نوعية اقتصادنا. جميعنا شاهد على محاولات شجاعة لشبان لبنانيين يطالبون بالعلمانية، أو لشبان مصريين يطالبون بالديمقراطية، أو لشبان سعوديين يطالبون بحرية الفكر.
لا يمكن أن تتحقق هذه المحاولات بالقوة، إلا بمعجزة. أذكر على سبيل المثال تركيا التي فرضت العلمانية وطبقتها منذ العام 1925 وهي تلبي اليوم التطلعات المتزايدة التي قمعها طويلاً قسم كبير من شعبها. لماذا؟ لأن الكمالية فشلت على الأرجح على مستوى واحد وهو الذي يضمن تنمية اقتصادية متوازنة في جميع أنحاء تركيا، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية وجميع الديمقراطيات التي لا تزال قائمة.
إن العملية (السياق) التي بدأتها “الميم” هي عملية طويلة، ولكنها ضرورية. لا يمكن لأي تحول أن يتحقق من دون وجود اسس لاقتصاد سليم. لأن التناقضات الأكثر تعقيدا تنتهي بالذوبان في بوتقة الاقتصاد الذي يرى أبنائه، كل أبنائه كأفراد لعائلة واحدة. دون محاباة، دون امتيازات، بكل إنصاف وبكل نزاهة. هذا هو الثمن الذي يتوجب دفعه لبناء دولة حديثة(هذا هو ثمن بناء دولة حديثة) ولتكريسها. اننا ندخل الآن في مجال الحلم الخالص. فلنحلم.
- الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.