- هذا الموضوع فارغ.
- الكاتبالمشاركات
- نوفمبر 3, 2022 الساعة 3:02 م #18101Hana Hajjمدير عام
جذبت التكنولوجيا العصرية كل المجالات الى الاستثمار فيها، فتحولت معها كل المرافق في العالم الى رقمية لما فيها من اكتساب للتطور الشخصي وبالتالي اكتساب أساليب الدخول الى البيئة الإلكترونية، للاطلاع اكتساب ثقافة جديدة ومعرفة لكل ما يتناسب مع العالم الرقمي المتسارع في ظل الثورة التكنولوجية.
إلا أن جيل المعرفة الورقية اصطدم مع التحول الرقمي في العالم، خصوصاً في مرحلة انتشار الأوبئة التي فرضت على كل القطاعات والمجالات التعامل بالتقنية الرقمية. مع أن هذا الجيل (الورقي) بدأ يدخل تدريجاً إلى عالم التكنولوجيا الرقمية من خلال الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر التي باتت في صلب حياته وعمله المهني. ولكن تسارع التحوّل الرقمي والذي بات ضرورة ملحة في عصرنا فرزت نوعاً من الشقاق بين جيلين، الأول لديه الخبرة والمعرفة العلمية والثاني لديه الثقافة الرقمية، فاعتبر الأول صاحب أمية رقمية ما لم يسارع للتكيّف العصرنة الرقمية بامتلاك أدواتها.
أسباب الأمية الرقمية
من أهم أسباب الأمية عامة الاضطرابات السياسية والاقتصادية، وعدم الاهتمام بالتعليم وضعف البحث العلمي وقلة موارده المادية. أما الأمية الرقمية فهي متمثلة في ضعف استخدام وسائل التكنولوجيا كالإنترنت، وهو غير متوافر في العديد من المدن العربية التي تعيش في حالات صراعات سياسية وعسكرية، هذا بالإضافة الى أن هناك مواقع عربية عملية وعلمية غير موثقة عبر شبكات الإنترنت لأسباب الحظر، وهذا ما قد يزيد من الأمية الرقمية. نضيف إليهم عدم وصول شبكات الكهرباء أو ضعف ارسال شبكات الإنترنت في مدن نائية.
إلا أن العلم يلعب دورا كبيرا في التنمية، وللخروج من الفقر لا بد من التوجه الى التعليم، والتعليم الرقمي يوصل الى تنمية مجتمعية ويقرب العالم من بعضه البعض. وفي هذا الشأن تمكن أهمية المؤسسات المجتمعية في التنمية وإيجاد الحلول.
كيف نمحو الأمية الرقمية
على رغم أن جائحة كورونا كشفت ضعف البعض في مواكبة التحول الرقمي إلا أنها كانت محفزة لجيل كامل في استقطاب الحالة المعرفية وإظهار المهارات العلمية عند البعض عند الكثيرين، بحيث من لا يستطيع مواكبة هذا التطور لن يستطيع المضي قدماً في مواكبة تسارع التحول الرقمي سواء في المؤسسات أو حتى في التعاملات اليومية، ما يكشف أهميته في تطوير الانتاج. والأهم في عملية محو الأمية الرقمية في التعلّم على كيفية إدارة المعرفة الرقمية والعولمة.
فالمهارات المطلوب توافرها ليس في الأفراد والمؤسسات الناشئة أو حتى الكبيرة، بل على لكل الفئات، ليتمكن مجتمع بأكمله من تجاوز التعقيدات الرقمية والوصول الى المرونة في التدريب وبالتعلم، وبالتالي تمتلك النسبة الأكبر في المجتمع القدرة على استخدام الأدوات الرقمية.
وسائل التعلم الرقمي
يمكن اختصار وسائل التعلم الرقمي لهدف التوصل الى الاندماج في بيئة التحول الرقمي من خلال ثلاث نقاط، هي:
1- الحافز:
امتلاك الإرادة الدافعة للترقية الذاتية، من أجل التطوير الحياتي والمهني ومواكبة التطورات، والأهم الجهد لتطوير الشخصية الرقمية في البيئة الصغيرة امتداداً الى المجتمع.
2- برامج دراسية:
الالتحاق بالدورات وورشات العمل التي تعزز لدى الفرد ثقافة التطوير ومواكبة المتغيرات العالمية عامة وفي المؤسسة خاصة.
3- التعليم الرقمي:
البدء بتحويل المهام الورقية إلى الإلكترونية، وتصميم حقائب التدريب والتعلم الإلكتروني بطريقة مبتكرة وغير تقليدية وأن تنمي عامل الشغف والجذب لدى المتدرب والموظف وأن يتناسب ذلك مع احتياجاتهم الفردية والمؤسسية.
وبذلك تتم عملية تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية في سبيل تأمين احتياجاته المجتمعية والوظيفية.
أدوات محو الأمية الرقمية
تعتمد العديد من البرامج التقنية الحديثة على أساليب تعليمية سهلة، مثلاً في لبنان تعاونت المؤسسات والمنظمات مع العديد من الوزارات على رأسها وزارة التربية والتعليم على تطبيق خطط واستراتيجيات رقمية للحصول على نتائج إيجابية في مجال التعلم على أدوات التقنية الحديثة، أهمها الاطلاع على المفردات الرقمية، واستعمال أجهزة التواصل كالهواتف الذكية، والتعلم على استخدام وسائل التواصل من خلال الانترنت، للوصول الى معرفة كاملة لعمليات البحث الرقمي، والتدرب على كيفية استخدام إنشاءات الملفات الرقمية، وبالتالي الوصول الى التعاملات الرقمية في شتى المجالات.
إن امتلاك أدوات التعامل مع البيانات وفهم البرمجة، ستمكّن الفرد من فهم الوسائط المتعددة بما فيها استخدام المنصات الرقمية مثل زووم وغيرها، والتعامل مع البيانات ومعالجتها وتحويلها إلى معلومات وفهم البرمجة التي ستساعد في التطور المستقبلي.
أهداف محو الأمية الرقمية
قد يتساءل البعض عن أهمية محو الأمية الرقمية والأهداف منها، طالما هناك جيل جديد متأقلم مع التقنيات الحديثة ويستخدمها في حياته، وهنا تمكن الأهمية لردم الهوة بين جيلين واندماج أساليب المعرفة والثقافة بالأساليب التقنية، ليتحول المجتمع بأكمله إلى مجتمع رقمي ذات صيغة متجانسة، يشترك فيها المجتمع في كل المجالات العلمية باستخدام وسائل تقنية حديثة.
نتيجة محو الأمية الرقمية
يؤدي النمو التقني الرقمي للمعرفة في تطور البرامج والأدوات عبر الإنترنت، يساهم في الوصول إلى متطلبات فنية جديدة، منها اكتساب خبرة سريعة، وفهم أسهل للوسائط في استخدام المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، وإيجاد مرونة عالية في استخدام وسائل وأدوات جديدة قد تستحدث لاحقاً في عالم الابتكار الذكاء التكنولوجي، وبالتالي رفع القيمة العملية والمهنية والحياتية للفرد والمؤسسات.
هذا بالإضافة الى تصحيح العامل النفسي لدى الأفراد حين يندمجون في الواقع المتطور والتكنولوجي الملموس، ويساهم في دفعهم لعدم الشعور بالغربة في مستقبل تقني حديث.
أهمية الوقاية من الأمية الرقمية
يكمن الهدف من محو الأمية ووقاية مجتمع منها، كأهمية محو الأمية التعلمية في الأزمنة الغابرة، إذ أنها تعمل على التطور الذاتي وتنمي القدرات الفكرية الرقمية ليس على مستوى العمل فقط بل على مستوى السلامة النفسية والعقلية، مثل تأثير الرياضة على النفس والجسد. وقد أثبت أن الأهداف المجتمعية اختلفت من بيئة الى أخرى، إذ أن من عمل على تطوير معرفته الرقمية ساهم في تطوير مسار حياته وعمله، وتطور بالتالي شغفه في الاستفادة من كل مجالات التكنولوجيا، كونه بمحو الأمية الرقمية زاد نتاجه العملي وارتفع منسوب المعرفة العلمية والتقنية، فتطور مفهومه للإبداع والابتكار الشخصي والمهني، ما يؤثر إيجاباً على المؤسسات المجتمع.
ففي العصر الرقمي الذي سيكون التطور الذاتي الرقمي وقاية من أمية حاجة ضرورية مستقبلاً، فأي تأخير لفرد في مهمته لأسباب تتعلق بكفاءته ومهاراته وقدراته سوف تكون على حساب وقت الفريق كله واكتمال تنفيذ أجزاء المهمة، وهنا تكمن أهمية التنمية المستدامة ليس من الأفراد بل من المؤسسات والدول، التي تريد تحقيق تطور التفكير الرقمي، ولا بد من تحفيز المجتمع لخوض التعلم الرقمي كأساس في الابداع الفكري والعملي، واطلاق الطاقات الكامنة بمرونة لابتكار أساليب تقنية أوسع.
المرفقات:
You must be logged in to view attached files.
- الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.